بحر الخيانة
أحببتكَ؟
* أنا أحببت روحي عندما عرفتك، أنت لم تكن تعني لي شيئا، إنما وجدت بك ما كان تائهً مني.
= وأنا أحببتكِ لأنك كنت حلمي الضائع، كنت لي أمي وأبي وأخي وأختي. سنوات عمري قضيتها أبحث عنك بين ثنايا الصفحات الإلكترونية ، وبين نساء المجتمع الراقي، وفي وسط المثقفات والأنيقات، فكنت أنت!
* أنت من شملت صفات كل نساء الكون، أنت من قذفت بي نحو بحر مجهول، لم أصارع الممنوع، ولم أهتم للحرام ولا حتى للدين. فأنت أصبحت ديني، وكل عقيدتي، فكيف أبتعد عنك يا مالكة شواطئ وجداني.
= كفانا كلاما، ولنعش لحظات تنسينا كل آلامنا ، وتنسينا سوء اختياراتنا لمراحل عمر مرت نندم عليها، ولننقذ ما تبقى منه، لسعادة حاضر أيامنا..
******
كانت تبحر في عيونه كيفما دارت
لم تعرف انها محاطة بنظراته
لم يأبه لحياتها وما فيها
ولم يهتم لفارق السن بينهما
وتجاهل وضع وجودها
كل ما كان يهمه انه قد وجد زورق نجاته
ليرسو على شاطئ وجدانه
ويصطاد حب حياته
إنها حلمه الغافي
ايقظته بسحر كلامها
ودفئ نغمات صوتها
وموسوعة أفكرها
هي ليست إنسانا
إنها ملاك الرحمة
التي سيسحبها من عمق حياتها
لتكون ملكه ومعه
ويعيش سعيدا على حساب أسرتها
*****
وهبت رياح عاتية
تحرك المركب عاليا
وهاجت به الامواج
وتقاذفته بعيدا
هذه عيونها استيقظت
وصحت من سباتها
وانتبهت لغرقها
أين كانت ذاهبة؟
أبعدته عن شاطئ وجدانه
وأرجعته لكيانه
وغابت عنه تاركة إياه
في بحر غرامه
ينقذ نفسه بذكائه
أليس هو من أدخلها بحره
بصفاء مائه
فليتحمل تجرؤه على شاطئ وجدانها
وليعلم بأن البحار
مهما كانت هادئة
ستثور على صياديها
وترميه في أعماقها
إما يكون سباحا بارعا
فيخرج سالما
وإما يكون سباحا فاشلا
فيبقى في بحر عيونها
يتبخبط غارقا.
******
وهذه هي الخيانة ، مبررات للحظات متعة يعيشها الإنسان ، وعند إشباعها يرحل أحد الطرفين، ويبقى الأكثر تعلقا تائها في بحار هائجة، لن تكف يوما عن إبتلاع من ركب موجها وارتفع عاليا معتقدا انه شارك السماء فرحته، وتربع على غيمها، ولكن الموجة ستهبط، وترميه في أعماق البحر، وستكون النهاية المحتمة إما يتنفس الصعداء، أو يموت مختنق.