بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإدمان :
الإدمان حالة من التبعية الخطيرة للمادة المخدرة نفسيا أو جسديا وهي الحالة التي يصبح فيها عبد للمخدر عبر التبعية النفسية والجسدية أو واحدة منهما وتتميز التبعية بإكراه الشخص وإلزامه بالبحث عن المخدر مهما كان نوعه وتعاطيه بصفة مستمرة أو تكراره من أجل إستعادة تأثيراته النفسية وأحيانا من أجل القلق الذي يصاحب الإقلاع عن المخدر وهذه الحالة تكون مصحوبة برفع عتبة الإحتمال الذي يوقع الفرد لزيادة الكميات كما يمكن أن يتعلق الشخص الواحد بأكثر من مادة.
شخصية المدمن
من الناحية التحليلية النفسية : ناتج عن الحرمان العاطفي في مرحلة الطفولة، عدم القدرة على تحمل مشاعر سلبية، الحاجة إلى ملء فراغ داخلي، البحث عن الإثارة، التبعية المفرطة، السعي نحو السلطة ، والحاجة إلى السيطرة.
يمثل البحث عن الذات لدى الأشخاص الذين هويتهم غير حازمة ولا يمكن الإعتماد عليها. ويحاول الكثير من المدمنين مواجهة مشاعر عدم الثقة بالنفس من خلال رفع اللحظة العاطفية والنشوة التي تقدمها المخدرات وهم يعانون أيضاً أعلى من المعدل الطبيعي من الإضطرابات المرتبطة بالإكتئاب والقلق وإضطرابات الأكل وإضطرابات السيطرة على الإندفاع والغضب .

مخدرات وحقن
- المدمن ليس مجرما بل هو شخص مريض يحتاج للمساعدة وتتميز شخصيته بالضعف والتبعية وعدم القدرة على الإستقلالية لأن شخصيته غير ناضجة.
- المدمن أناني أي يصر على إشباع حاجاته ورغباته دون تأخير للتعويض عن إصطدام أنانيته بواقع الحياة.
- المدمن ناقص النضج وإتكالي فهو يعتمد على الأخرين ولا يستطيع الإعتماد على نفسه وتحمل أعباء الحياة فيلجأ الى تعاطي المخدرات ليخفف من شعوره بالمرارة بسبب فشله المتكرر في معركة الحياة.
- المدمن نكد دائم التوتر: فالتوتروالقلق والملل والإتكالية وضعف الشخصية وتفكك الأسرة ضياع القيم الأخلاقية والإجتماعية وحب الإستطلاع والرغبة في الإثارة تساعده على التعاطي بشكل مستمر للتخفيف من النكد والتأثر الدائم.
- المدمن متفاني فيلجأ الى الشرب أو تعاطي المخدرات لكي لا يشعر شريكه بنقص موجود به.
- المدمن متحدي لأنه يشعر أن الأخرين يلومونه على تصرفاته فيقف منهم موقفا معاديا ويشعر بنفسه أنه يتحداهم وعندما يدمن يشعر أنه إنتقم منهم ومن موقفهم المعادي له ولتصرفاته.
سلوكيات المدمن
- قلة العلاقات الإجتماعية وإضطرابات التواصل مع الأخرين
- الخروج ليلا والسهر لوقت متأخروالنوم نهارا.
- كثرة الكذب والخداع وإختلاق المبررات للحصول على المادة لشراء المخدر.
- يدعي تناول المخدر لتهدئة قلقه والامه ولكي ينسى ويفرح.
- إهمال الهيئة العامة.
- عدم تحمل الضوء وإحمرار العيون.
- لا يعني وجود دليل من هذه الدلائل على التعاطي ولكنها مجتمعة مع بعضها تدل على التعاطي وهنا يجب السؤال والتدخل.
- اليأس والإحباط .
أضرار المخدرات

مخدرات
-
الأضرار الجسدية
- يحدث تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكون مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث ينتج عنها إلتهابات رئوية مزمنة قد تصل الى الإصابة بالتدرن الرئوي.
- إضطرابات بالجهاز الهضمي ككثرة الغازات والإنتفاخ والتخمة وتنتهي عادة بالإسهال عند تناول مخدر الأفيون. أيضا تسبب إلتهابات في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين.
- تلف للكبدوتليفه حيث يحلل المخدر خلايا الكبد ويحدث توقفها بسب السموم التي تعجز خلايا الكبد عن تخليص الجسم منها.
- إضطراب في القلب والذبحة الصدرية وإرتفاع في ضغط الدم وإنفجارالشرايين ويسبب فقر الدم الشديد تكسركريات الدم الحمراء وتسمم النخاع الشوكي الذي يصنع كريات الدم الحمراء.
- كسل العين نتيجة التسمم بالتوباكو والكحول نتيجة الإدمان وسوء التغذية ونقص الفيتامينات ويؤدي تناول الإمفيتامين الى توسع بؤبؤ العين مع عدم القدرة على التركيز وضعف وتهيج بشكل واضح في العين.
- تقل القدرة الجنسية وتنقص إفرازات الغدد الجنسية.
- الإصابة بنوبة صرعية بسبب إستبعاد العقار وذلك بعد ثمانية أيام من الإستبعاد وإحتقان المخ وقلة نشاطه وتعرضه للنزف أحيانا.
- ولادة جنين مشوه أو إحداث عيوب خلقية أونقص النمو وهذا إذا لم يمت في رحم الأم.
التسبب في الأمراض الخطيرة مثل السرطان
-
الأضرار النفسية
- إضطرابات في الإدراك الحسي العام لحواس السمع والبصر وخلل في إدراك الزمان وإختلال المسافات بالإتجاه نحو الطول وإختلال بالحجم نحو التضخم.
- إختلال بالتفكيرالعام وصعوبة وبطء الفهم وبالتالي يؤدي الى افساد الحكم على الأمور والأشياء.
- إختلال بالإتزان والذي يحدث بدوره تشنجات وصعوبات في النطق والتعبير.
- الشعور بالإكتئاب والقلق والخوف وزيادة الإنفعالات والتوتر العصبي والنفسي الزائد.
علامات تعاطي المخدرات
- ندوب وتشويه ذاتي.
- أعمال عنف وعدوانية.
- أعمال منحرفة سرقة إحتيال.
- حالات الإهتياج والخلط وعدم التمييز.
- النوم العميق غير العادي والإستيقاظ بمزاج سيء.
- تغير بالعادات والتصرفات.
- ترك الدراسة.
- خمول كسل عدم الإكتراث.
- حماس خارق للحياة.
- فقدان الحوافز وعدم الإهتمام مع إهمال النشاطات السابقة.
- نقص بالبنية الجسدية.
- اثار إضطراب نمو الشخصية يسبب المشاكل والطلاق وأزمات المراهقة.
مراحل التعاطي
- في المرحلة الأولى يتم التعاطي في جماعة وهي مرحلة التجربة والفضول.
- ثم مرحلة تحقيق الذات والتقرب من الأخرين.
- الهروب من الواقع والخوف من مواجهة المشاكل.
- تعاطي منعزل وهنا يجب أخذها بجدية أكثر.
أسباب التعاطي
- السلوكيات الإدمانية المبكرة الفضول الذي يدفع للتجرب أوالتقليد وللتقرب من الأصدقاء أي أصدقاء السوء وكسر الملل وتجديد الرغبة جهلا لأخطار المخدر.
- إنتفاء القدرة على التعامل مع المشكلات.
- تجاوز الصعوبات وضعف الشخصية.
- حالات صعبة.
- صعوبة التأقلم مع العمل ومتطلباته كالمناجم.
- عمل يستوجب الشجاعة.
- نسيان الهموم.
- علاج حالة نفسية أو مرضية.
- فقدان عزيز.
- وجود نقص عقلي أو قلق وراثي.
- رخص الأسعار.
- الأفكار الخاطئة مثل يجب أن أكون دائما سعيد.
الأساليب العلاجية
هناك العديد من النظريات النفسية التي ناقشت وفسرت الإدمان وإضطراباته مما أدى الى ظهور العديد من الأساليب العلاجية منها :
- العلاج النفسي السيكودينامي .
- العلاج النفسي السلوكي .
- العلاج الأسري.
- العلاج عن طريق المؤسسات.
- العلاج النفسي الإجتماعي.
- العلاج بالعمل .
- العلاج بالرسم والفن.
- العلاج الجماعي: والذي من خلاله يشارك المدمن بخبراتهم وقوتهم وأمالهم في محاولة التعافي من مرض الإدمان .
كيف يتم التأهيل النفسي والإجتماعي لمدمني المخدرات ؟
علاج مدمني المخدرات يحتاج الى الكثير من الجهود ومن عدة جهات :
- جهود المؤسسة العلاجية .
- جهود المدمن نفسه .
- جهود أسرة المدمن.
أولا:جهود المؤسسة العلاجية: عبر سحب المخدربالأدوية الكيميائية أوعن طريق العزل ويجب أن يتوفر في المؤسسة عدة إختصاصات ويشكلون فريق متكامل لعلاج المدمن وهم:
- أ- طبيب أمراض داخلية لمعالجة أعراض السحب والأعراض المرضية .
- ب- طبيب نفسي لمعالجة الأعراض النفسية.
- ت- أخصائي نفسي مؤهل للتعامل مع المدمنين.
- ث- أخصائي إجتماعي مؤهل للتعامل مع المدمنين.
أولا: دور المؤسسة العلاجية
- توفيرالمكان المناسب للعملية العلاجية الخاصة بمدمني المخدرات ويشمل (حجرة الطبيب الأمراض الداخلية والنفسي والأخصائي النفسي والإجتماعي وحجرة خاصة بالمريض ونادي ترفيهي وملاعب ومراكز تأهيل ومسجد وصيدلية وصالات للزيارة).
- إختيار الأفراد المتميزين من أطباء وأخصائيين وممرضيين وصيادلة ومدربين للعمل مع الحفاظ على سرية العلاج.
- توفير الإختبارات والمقاييس النفسية والعقلية وإختبارات الذكاء.
ثانيا :جهود المدمن
تنحصر جدية ونجاح العملية العلاجية برغبة صادقة وصريحة للتخلص من الإدمان. وتختلف أعراض سحب المخدر بين مدمن واّخرفأعراض سحب مخدر الحشيش تختلف عن مخدر الهيرويين والتي تختلف عن أعراض سحب مخدر الكوكايين والتي تختلف عن أعراض سحب المؤثرات العقلية (الأقراص المخدرة) فكل مخدر له خواصه الكيميائية الخاصة به ويعود الإختلاف أيضا الى كمية التعاطي ونقاوة المخدروقوة جسم المتعاطي وشخصية المتعاطي وطريقة التعاطي ومدة التعاطي.
ولكن جهود المتعاطي تتحكم بها عدة نقاط ومنها :
- تقوية الوازع الديني.
- الرغبة الصريحة في الشفاء.
- ترك أصدقاء السوء والبعد عن أماكن التعاطي.
- القضاء على الفراغ الذي سوف تتركه المخدرات.
- بذل الجهد المضاعف للقضاء على أسباب التعاطي لديه.
- المشاركة في حملات التوعية ضد المخدرات والشعور بتحقيق إحترام وتقديرالذات.
- البحث عن قدوة حسنة.
- متابعة العلاج بعد الخروج من المؤسسة العلاجية.
ثالثا :جهود أسرة المدمن
كان من المتأخر الحديث عن مسؤوليات أن تقوم بها الأسرة قبل تورط الأبن في تعاطي وإدمان المخدرات ولكن المشكلة وقعت وأصبح لدينا الكثير من الشباب مدمني المخدرات وتعرضوا لأثارها الصحية والنفسية والإجتماعية والإقتصادية لذلك يجب على الأسرة مضاعفة جهودها للحيلولة دون وقوع الإنتكاسة والعودة للمخدرات مرة أخرى فكثيرمن لأباء والأمهات يهتمون بأول فترة من العلاج ثم يهملونها ويتوقفون عن زيارته مع الأخذ بعين الإعتبارأن المدمن شخص بحاجة الى العناية والإهتمام وخصوصا من الأهل وهو لم يرغب في أن يكون مدمن ولكن شخصيته المريضة وظروفه القاسية هي من جعلت منه مدمن على المخدرات وهو بأمس الحاجة للوقوف معه ومواساته ودعمه.
تتلخص جهود الأسرة في النقاط التالية وهي:
- إقناع الإبن المتعاطي بضرورة وأهمية العلاج له ولأفراد أسرته.
- المشاركة بفاعلية في العملية العلاجية.
- المساهمة في حل المشاكلات التي تعترض الإبن المتعاطي والبحث عن الأسباب الحقيقية للتعاطي.
- منح الإبن المتعاطي الثقة ومنح بعض المسؤوليات بالمنزل.
- إجراء التحاليل الطبية الدورية.
- إدماج الإبن في بعض الأنشطة الرياضية والثقافية والإجتماعية بالمؤسسات ذات العلاقة.
دور الأخصائي النفسي في تأهيل المدمن على المخدرات
لمعرفة نقاط القوة والضعف ودراسة سماته وشخصيته وذلك من خلال:
- دراسة الشخصية المدمن.
- معرفة الإحتياجات النفسية للمدمن.
- دراسة المشاكل النفسية والأمراض النفسية التي يعانيها المدمن.
- القضاء على الصراع الذي يعانيه المدمن.
- معرفة مدى التوافق النفسي للمدمن.
- القيام بإختبارات الشخصية للمدمن (رورشاخ – التات).
- القيام بالإختبارات المرضية (منيوسسوتا – القلق – الإكتئاب).
- الإختبارات الخاصة بالإدمان.
- إختبارات الإنهيارية والتوازن الإنفعالي.
- إختبارات العدوانية والتضاد للمجتمع.
- جلسات علاج فردي.
- جلسات علاج جماعي.
المعالجة النفسية د. هدى طالب حسونة

د. هدى حسونة