د. هدى مسلمانى، معالجة نفسية، لبنان

تعريف زنا المحارم

زنا المحارم أو سفاح القربى(Incest) ، وهي علاقة جسدية تقوم بين الاقارب المُحرّمين ، كالاب والام والاخ والاخت، والعم والخال والجد والجدة، والصهر.او ما يحدده الدين من مجتمع إلى آخر.

تحريم زنا المحارم

لقد حرم الدين العلاقات السّفاحيّة ، وبذلت كل المجتمعات الكثير من النّظريّات جهدا لتأويلها. وذلك من خلال بنائها على أساس القوانين «الطبيعيّة» والبيولوجيّة والنفسية.

ومن الناحية القانونية، تنصّ المادة 490 من قانون العقوبات اللبناني المتعلقة بـ “سفاح القربى” على التالي:

“السفاح بين الاصول والفروع شرعيين كانوا أو غير شرعيين أو بين الاشقاء والشقيقات والاخوة والاخوات لأب أو لأم أو من هم بمنزلة هؤلاء جميعا من الاصهرة يعاقب عليه بالحبس من شهرين الى سنتين.

اذا كان لاحد المجرمين على الآخر سلطة شرعية أو فعلية فالعقوبة من سنة الى ثلاث سنوات. يمكن منع المجرم من حق الولاية.”. لأن هذا الأمر بمثابة إساءة بحق الضحية وانتهاكاً لكرامة الانسان وحقوقه وكيانه.

وفي ذات الاتجاه أجرى الدكتور على الزهراني استشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين بمجمع الأمل الطبي استطلاعا شمل أكثر من 82 فردا من طلاب الجامعات والكليات..

أتضح من خلاله أن أكثر من 22.8 في المائة من حالات الاعتداء الجنسية، احتل الأقارب فيها الصدارة، يليهم الأصدقاء, ثم الإخوة والمعلمون, في حين احتل الاعتداء الجنسي من قبل الأب أو الأم المرتبة الأخيرة بنسبة 1 في المائة من المعتدين.

وقد سعت الرابطة الدولية لضحايا سفاح المحارم (AIVI) 2009, إلى إجراء مسح لمعرفة ما إذا كان الفرنسيون قد واجهوا بالفعل زنا المحارم وعواقبه (على الرغم من عدم وجود شيء اسمه الإحصاءات الوطنية).وإدراج مسألة المحارم في القانون الجنائي.

النتائج هي للأسف ، حتى لو تم تأكيدها من خلال دراسة أكبر: 26٪ من الفرنسيين (32٪ من النساء و 20٪ من الرجال) يقولون إنهم يعرفون شخصًا واحدًا على الأقل من المحارم في حاشيتهم.

هذا يمثل 90٪ من قريب: في أكثر من ربع الحالات ، تكون الضحية شخصًا في أسرتها وفي 61٪ من الحالات صديق أو أحد معارفه (61٪).
5٪؜ من النساء و 1٪ من الرجال يقولون إنهم كانوا ضحايا ، أو 3٪ من الفرنسيين ، وهو ما يقابل حوالي مليوني شخص.

زنا المحارم مع الاطفال

يُدرج علم النفس تدليل الصغار – عبر لمس أعضائهم التناسلية أو مخاطبتهم بلغة جنسية-  في خانة التحرّش الجنسي بالأطفال وهو ما يجب الكفّ عنه فوراً، كما ويعتبر التكلّم بلغة فيها ايحاءات جنسية تحرشا .

وفي حالات زنا المحارم تُصبح هذه الاعتداءات أشدّ وقعاً، من الناحية النفسية. لأن ثمة ثقة تكون قد انتُهكت ايضاً، فتلتزم الضحية بالصمت.

أعراض زنا المحارم مع الاطفال

لذلك من الضروري التنبّه لرصد كل الإشارات اللاإرادية التي تُنبئ بوجود مشكلة ما.والتي ترسلها الضحية مثل :

• اضطرابات في النوم والأكل.
• عدائية.
• انطواء وانعزال عن المحيط وأفراد العائلة.
• البكاء.
• الخوف غير المبرر.
• التراجع في المدرسة…

دور الأم فى اكتشاف حالات زنا المحارم عند الطفل

• وفي هذه الحال، على الوالدة أن تصرّ على معرفة أسباب هذه الاضطرابات عبر استجواب خفيف وواع.
• ولا ينصح بمصارحة المشكوك بأمره قبل التأكد من الأمر، لأن في ذلك خطر تدمير العلاقة الزوجية اذا كان الأخير بريئاً.
• مواجهة الفاعل بعد التأكد من حصول هذه الاعتداءات وحقيقتها أمرٌ لا بدّ منه.

أسباب زنا المحارم :

الأسباب التي تدفع بشخص (ذكر أم أنثى) الى ارتكاب سفاح القربى أو زنا المحارم مع أحد افراد العائلة رغماً عن إرادة الأخير أو مع فارق في العمر، متعددة، يذكر منها:

1. خلل في الحالة النفسية عند المرتكب.
2. خجل كبير يحول دون قدرته على التعرّف الى شخص خارج العائلة فيستسهل هذا النوع من العلاقات مع أحد افراد عائلته في ظروف معيّنة.
3. تعرّضه لاعتداء في مرحلة سابقة فيكرر مأساته مع الاخرين.
4. حالات هرمونية فائقة.
5. كبت جنسيّ كبير في مجتمعه وانعدام حريته في العلاقات الجنسية والاجتماعية.
6. تأثير الكحول أو المخدرات ما يفقده ادراكه…

كيف يكشف الشخص المرتكب لزنا المحارم ؟

لا يمكن رصد إشارات صادرة عن هؤلاء الأشخاص تؤشر إلى قيامهم بمثل هذه الأفعال.

من الصعب جداً تحديد “بروفايل” لهم بمجرد المشاهدة، لكن في حال تمّت دراسة شخصيتهم علمياً، أو اذا كنا نعرف عنه انه تعرّض لاعتداء في الصغر أو قام بتحرّش ما في فترة سابقة أو أنه يعيش كبتاً معيّناً او حرماناً، فيمكن حينها أخذ هذه الإشارات في الاعتبار.

لماذا تتستر الأم على الجاني؟

• في حين شكّت الأم بالأب أو الأخ فانها تستر عليهم لأحد الأسباب التالية:
• عندما تكون غير مستقلة ماديا وليس لديها مكان اخر ومعيل .
• أو عندما تفضل الصبي على الفتاة.
• عندما تخاف من الأب.

وفي أكثر الأحيان وفي المجتمعات الفقيرة والغير مثقفة تتهم الأم الفتاة بأنها السبب وتعاقب الفتاة على ذلك ، وهذا ليس انشاء ، بل حقيقة خصوصا لفتيات تعشن في دول عاداتها وتقاليدها متشددة على الفتاة.

بعض الحالات العيادية عن زنا المحارم

ماذا تعاني الفتاة التي تعرضت لسفاح القربى من قبل الأب ؟

وماذا يعاني الصبي الذي تعرض لسفاح القربى من الأب ؟

الأب هو مصدر الثقة لأبنائه، فهو فارس أحلام ابنته ، والبطل في نظر ابنه. وعن الاعتداء او التحرش الجنسي فان هذه الثقة تنهار وينهار معها منظومة نفسية ، فتضطرب الأنا بسبب اضطراب صورة الأنا الأعلى التي يمثلها الأب.

وأكثر المظاهر العيادية في مرحلة الطفولة هي :

• الخوف الشديد من اقتراب الاب من الطفل.
• الارق وعدم القدرة على النوم بهدوء ، خوفا من الاب.
• الخوف من البقاء معه في مكان واحد .
• الخجل الشديد من نظراته.
• الادمان على ممارسة العادة السرية والشعور بالاشمئزاز .
• فقد متعة اللعب مع الاطفال.
• بلوغ مبكر.
• غرائز مبكرة.
• عدوانية.
• عدم الشعور بالامان .
• تأخر دراسي.
• تأخر لغوي.
• خجل شديد.
• تعدي على اطفال آخرين .

في مرحلة الرشد ممكن أن يعاني الشخص !

• برودة جنسية.
• عنف جنسي.
• مثلية جنسية.
• اضطرابات الشخصية الحادة .
• اضطراب الوسواس القهري حاد.
• فقدان الثقة بالاخرين وخصوصا الشريك.
• العدوانية.
• العنف اللفظي.
• العنف الجسدي .
• انحرافات جنسية.
• كره أحد الأبوين.
• ادمان المخدرات.
• الالحاد .

وذلك لان الاب يمثل السلطة العليا وهو بمكانة التوازن النفسي للشخص والرادع عن المحرمات.

وأما في حالة كانت الأم هي المعتدي وتمارس زنا المحارم ( سفاح القربى ) :

بالاضافة الى ما ذكرت ..

• تفقد الفتاة صورة الانا بفقد صورة الام ، واذا فقدت الفتاة صورة الام تصبح :
• قاسية.
• وعنيفة.
• وتقل ثقتها بنفسها.
• ويضطرب دورها الجنسي في حياتها الزوجية.
• اضافة للمشاكل الزوجية الغير مبررة.

والصبي الذي اعتدت امه عليه ، سيكرهها ويبتعد عنها ويكره النساء ، ويصبح عدوانيا .ويمكن ان يتماهى بالمعتدي ويتماهى بصورة المرأة بعلاقاته الجنسية لاحقا ، اي يصبح مثلي الجنسية .

إن هؤلاء الاشخاص الذين تم الاعتداء عليهم من قبل اهلهم او اقاربهم سيعانون من اضطرابات نفسية تؤثر على توازنهم النفسي والجسدي .

وستنهار مبادئ كثيرة لديهم، وممكن ان يتخذوا الفعل المعاكس ويقبلون على العطف بقوة والتعلق بقوة بالاخرين تعويضا عن النقص الحاد الذي عاشوه والتعدي على كيانهم .

وختاماً :

1. فإنه يتوجب على الاهل الانتباه لاولادهم ، وعدم تركهم لوحدهم مع اي شخص دون التأكد الشديد بأنهم اهل لذلك مهما كانت صلة القرابه.
2. عدم نوم الاخ والاخت بسرير واحد .
3. يجب عدم تبديل الملابس امام احد.
4. عدم جلوس الطفلة في حضن والاب او الاخ او القريب فترة طويلة.
5. معاقبة الجاني واخضاعه لعلاج نفسي.
6. علاج نفسي للمعتدى عليه.
7. عدم لوم المعتدى عليه .

وساعد الله وخفف عن كل من تعرض لمثل هذه التحرشات.

صفحتنا على فيسبوك > حبيبة دوت كوم

الاهتمامات المشتركة بين الزوجين - سلسلة نصائح الحياة الزوجية

رسالة إلى كل ممرض وممرضة : فن إصدار الأوامر للمريض