ما هذا الصوت الذي يتحدث بداخلي ؟!
وما هذه المشاعر التي تنتابني ؟!
تتسلل كلماتهم إلى أعماقي ، لتثقل أيامي ..
وتلاحقني ألسنتهم .. ومفرداتهم لتخنقني.
سمعتُ إحداهن تقول : هل بلغت الثلاثين؟
وتقول الأخرى : أعتقد ذلك ومنذ زمن ، لقد وُلِدَت قبل ابنتي.
تعتقدُ أنني أكبرها بأعوام ، والحقيقه أنها لا فرق بيني وبينها ، فقط أنها سبقتني .
والأخرى تهمس لصاحبتها : أنها أكبر من ذلك صدقيني …..!!!
لا لا لا ما هذا الذي يحدث؟!!!!
أكاد أن أنفجر وأُخرِس الألسن ….
أكاد أن أطردهم من تفاصيل حياتي …
ولكن ، يا نفس! تمهلي .. انتبهي .. وتوخي الحذر ..
حتى لا يقع المحظور . فتكوني في نظرهم فظة اللسان !!
وقليلة الأدب وكل الامور السيئه التي خلقها الله….
ماذا لو كنتُ عانسًا ؟!
وماذا لو بلغت الثلاثين … !!
ماذا لو تأخرت في طريقي …؟؟
ماذا لو كنت أُفَضّلَ أن أعيش وحيده ، مرتااااااحة البال ….!!
كنت أصرخ وهم لا يسمعون !!
كنت أبكي وهم لا يشعرون …!!
لَِم التجريح ؟
لِمَ يريدون التصحيح .. لوضعٍ هو قضاء وقدر … ؟
وهو ……
… قسمةٌ ونصيب .
لِمَ المبالغة في الاضطهاد؟
لِمَ يقتالونني في عمق نفسي……؟!
أسرعتُ لغرفتي ….
وبكيت طويلاً ..
ألتحف بملاءتي … بحزن ..
وأحاول الانتقام ،
وأقول : في المرة المقبلة سوف أثور ، سأجعلهم يبتلعون ألسنتهم … وأخرجهم من حياتي ..
أريد أن أتنفس الصعداء ..
أن أخرج إلى الفضاء ….
لا أحمل ثقلاً ولا أعباء …
لا مزيدا من تطفل الأعداء………..
**********
الآن يتحدث الكاتب يعني أنا ، ليتفلسف …
هي قصة اليوم .. والأمس .. والمستقبل .. هي ظاهره تعاني منها كثير من المجتمعات. وهي أحزان وهموم في قلب كثير من الفتيات.
لها أسباب ومسببات.
شريحة كبيرة من النساء لا يجدن الزوج المناسب. لا يجدن رب الأسرة الذي يتحمل مسؤوليتهن. وإن وجدن .. أ ول سؤال يسأله : ما عمرك ؟
وما إن يعلم حتى يختفي إلى غير رجعة! لماذا ؟ هل لأنه يريدها صغيرة! أم لأنها ليست جميلة ….؟!
الله لم يخلق أنثى إلا ووهبها الجمال . جمال الشكل .. وجمال الروح .. وجمال العقل ..
فالبعض منهن يتمتعن بجمال داخلي أخّاذ .. وحسن تدبير .. وحسن أخلاق .. وأمور أخرى كثيره ، يغفل عنها الرجل لأنه يبحث عن مواصفات استثنائية خرافية.
يريدها كاملة! والكمال لله ، لا يعلم أن الله خلقهما ليكملا بعضهما…….
الأسباب …
محيطنا العربي هو أكثر البلدان معاناة من هذه المشكلة ، بسبب وقع الحروب ، حيث يصبح أبناؤنا ورجالنا حطباً لاشتعال نيران الحرب…
ظروف الشباب المادية والبطالة … وعدم تحملهم متطلبات الزواج …
الفتاة ومتطلباتها في زوج المستقبل وسيم … غني … بيت … سيارة.
هي تريده جاهزا لكل ذلك! لا تعلم أنها سوف تندم ويكون هذا بعد فوات الأوان حيث تتلاشى صورها الجميلة في زوج المستقبل وتقبل أيا كان ……..
الحلول….
- تخفيف هذه المتطلبات عن كاهل الشباب….
- عمل أفراح جماعية للتقليل من عظم المصاريف فبعض الدول تعمل على ذلك …
- قبول الشاب المحب للفتاه والتي تبادله نفس الشعور وعدم التفريق بينهما حيث ان الاهل يضعون العراقيل بينهم….
- الدوله لها دور في توفير فرص عمل للشباب لبناء حياتهم واخيرا وليس آخرا الرضا بما قسمه الله لنا….
تمت بحمد الله