الأم … الأب … أدوار أم شجار !؟
وسائل الإعلام تضخم دور الأم فى الأسرة :
انتشرت فكرة الأدوار بين الناس المتعلمة والغير متعلمة . وقدمت وسائل الإعلام صورة متضخمة لدور الأم في تربية الأبناء عبر بث فكرة دورها في إشباعهم العاطفي …. هذا من الناحية الشكلية صحيح! …. إلا أن هذا الإشباع ليس أساساً في بناء كافة جوانب الشخصية، وثباتها، وقوتها وفي تحدي أزمات الحياة وتخطي البلاءات وخصوصا بلاءات الأهواء والغرائز ….
دور الأب داخل الأسرة :
أما دور الأب … فهو عنصر التوازن النفسي لدى الطفل ، وهو الأنا الأعلى التي تلعب دورا في تدريب الطفل على كبت أهوائه والميل تجاه الممنوعات، خوفا من التأنيب ، وكانت الأم سابقا تستخدم ذكر سلطة الأب كعنصر القوة في بيتها كي تحدّ من تدافقها العاطفي الغير محدود اتجاه اولادها.
ومع انتشار الأفكار الحديثة والمساواة بين الرجل والمرأة، أصبحت فكرة الأم عن نفسها أنها تستطيع أن تسيّر أمور بيتها طالما هي منتجة مادياً ….
المرأة تبتلع الطعم وتقع فى الشباك :
وصدّقت المرأة هذه المقولة ، وعاشت حلم الانفصال عن الرجل من أجل تحقيق ذاتها التي كُبتت عند أهلها، وبدل أن تحمي أسرتها من التفكك ، رأيناها تفكر في حب ذاتها وشخصيتها وإثبات قدراتها العملية والعلمية على حساب استقرار وجود أولادها في منزل يضم أمًا وأبًا….
تقلص دور الأب وتهميشه فى نظر البناء وردة فعل غاضبة :
وأصبح دور الأب هامشيًا في عملية التربية، وثارت ثائرته حول الدفاع عن رجولته والسيطرة على شخصية زوجته الاندفاعية نحو بناء ذاتها وإثبات أفكارها ليسعى نحو هدف بناء الإشباعات المادية .
وماذا حصل بالأسرة؟؟؟؟؟
نرى نتائج عدم لعب الأدوار بشكلها الصحيح على تفكك الأسرة، وعلى ظهور الفساد الحاصل بين الشباب . الأم مشغولة بأنوثتها ووجودها الاجتماعي والعملي والعلمي.
والأب مشغول بالسعي وراء لقمة العيش وتأمين الحياة الأكثر ماديًا …. حسنا لقد ازداد المردود المادي بما قسم الله.
ولكن ماذا حصل بالأبناء؟؟؟؟؟
وهل قويت شخصيتهم؟؟؟؟؟ وهل توازنت الأنا الاعلى لديهم؟؟؟؟؟ وهل أصبحوا يستطيعون تخطي أهواء وغرائز وملذات الحياة المفتوحة أمامهم بشكل علني وبارادة وعزيمة، ويخافون من فكرة تحطيم صورة الأنا الاعلى لديهم؟
وكيف يتحقق صلاح المجتمع؟
صلاح المجتمع يحتاج تكاتف وتوازن بالأدوار النفسية ، وإعادة بناء الأسرة بطرق سليمة:
- الأم هي العاطفة.
- الأب هو السلطة.
- والام والاب يكملان بعضهما.
فواجبها أن تسدّ الخلل في دور الأب دون المسّ بكرامته، وعلى الأب أن يسدّ أيضا الخلل الذي لدى دور الأم دون المسّ بكرامتها …. اذا استطاع الزوجان تخطي أناهما عندها سنكون أمام إعادة بناء – صحيحة – للاسرة والمجتمع.
سامية حمد ،