1- إشكالية العمر عند المرأة
كثير من النساء يرفضن ذكر أعمارهن ، فالبعض يحذفن بعض سنين ، والقليل من تذكر عمرها بكل راحة. فلماذا إذا هذا التكتم عن العمر؟ ومن هي المرأة التي ترفض ذكر عمرها؟ سؤال لا يبرح يراود تفكيرنا دائما.
سأجيب عليه من خلال الحالات التي عاينتها بالعيادة، واستخلصت منها ثلاثة نماذج من النساء والعمر…
- النموذج الأول: السيدات في سن الثلاثين.
- النموذج الثاني: السيدات في سن الأربعين.
- النموذج الثالث : السيدات في سن الخمسين…
2- النموذج الأول: السيدات في سن الثلاثين.
فالنموذج الأول تذكر السيدات في سن الثلاثين عمرهن وهن يشعرن بخجل بسيط، إن لم تكن متزوجة، فإنها قد أصبحت كبيرة نوعا ما امام بنات العشرين.
3- النموذج الثاني: السيدات في سن الأربعين.
أما النموذج الثاني: فهن سيدات سن الأربعين ويشعرن بالخجل من ذكر أعمارهن الحقيقية، بسبب جمال روحهن المرحة، والنشيطة، والمعطاءة، وبسبب كمية الحب التي تزداد مع العمر اتجاه الآخرين وخصوصا عند النساء الغير متزوجات، حيث تصبح أكثر نضجا في تقبل الآخر، وأقل متطلبات عن زمانها السابق.
أما المرأة المتزوجة فتخجل من عمرها بحالات متعددة:
١- اذا كانت علاقتها الزوجية غير جيدة، فتشعر بأنه ممكن أن تنال إعجاب الاخرين لانها ما زالت صغيرة.
٢- المرأة التي لم تنجب أولادا كي لا تسمع كلاما جارحا من المجتمع شفقة.
٣- المرأة النرجسية التي ترغب دائما أن تكون هي محور الحياة، ومحور ذاتها، فتعتبر بأن العمر سارقا لجمالها …
٤- المرأة العاملة، وعلاقتها كثيرة مع الجنس الآخر، فتحاول أن تخبئ عمرها ، ولا تبوح به.
٥- المرأة المطلقة، والأرملة، لأنها تشعر بأن العمر يؤخر عليها الفرص بزواج جديد، أو انها ستكون مع رجل كبير بالسن عطفا على عمرها.
٦- المرأة التي تشعر بالدونية، وليس لديها ثقة بنفسها، ولا تقدير لذاتها…
4- النموذج الثالث : السيدات في سن الخمسين
وننتقل للنموذج الثالث، وهو المرأة في سن الخمسين. في هذا العمر ، رأيت بأن مسألة عقدة العمر أصبحت تقل عند أغلبهن، ولكن من ظلت تهتم كثيرا لإخفاء عمرها او رفض البوح به أمام الاخرين ، هن:
١-السيدات اللاتي يكبرن أزواجهن سنا.
٢- السيدات العاملات في العمل الاجتماعي .
٣- السيدات النرجسيات كما ذكرت سابقا السبب . ويمكن أن نستخلص عدة أسباب وراء إخفاء المرأة لعمرها أو رفض ذكره هي:
السبب الأول :نظرتها لنفسها، لوجودها، لعلاقتها مع الآخرين، وتقييمها لذاتها. فكلما كانت تشعر بقيمتها الذاتية، وتثق بأن مرور العمر سببا في نضجها وخبرتها في الحياة ، ستحب كافة مراحل العمر، وتعيشها بكل امان واطمئنان.
أما اذا كانت مشاعرها دون تقيمها الفعلي لذاتها، ولا ترى إنجازات مهمة لها في الحياة، فعندها سيكون للعمر عقدته.
والسبب الثاني :المجتمع، تختلف البيئات بين بعضها والبيئات التي تذكر عمر المرأة بارتباطه بالحياة الجنسية، بالإنجاب ، برونق جمالها ، أكثر البيئات في خلق عقدة العمر عند النساء التي ذكرنا صفات من شخصيتها سابقا.
السبب الثالث : طبيعتها في جذب الجنس الآخر، وحبها للظهور أمام الاخرين بأنها ما زالت فتية لأن بيئتها تهتم بالشكل الخارجي للمرأة أكثر من أهتمامها بقيمة الذات، والإنجازات في الحياة.
نصيحة: عزيزتي أيتها المرأة الجميلة، إياكِ وعدم الاهتمام بما خصك الله بك، من طيبة، ومحبة لمن حولك، والاهتمام بالآخرين ، وعملك، ومواقفك المصلحة في بناء المجتمع .عزيزتي أيتها المرأة اعلمي بأن العمر جوهر العقل ، وأنك عنصر التوازن بين الأجيال وبين الجنسين. فارفعي رأسك وافتختري بأنك عاطفة الحياة، وجمع شمل الأسرة ، ومسؤولية نجاح العلاقات…. عزيزتي المرأة ابتسمي بانك مميزة لأنك أنثى .
سامية حمد ( لبنان )
معالجة نفسية