إن كل شخص في هذه الحياة لديه اهتمامات كبيرة وهوايات مثل مشاهدة المباريات ، والمشي ، الطهي كهواية ، ركوب الخيل ، السباحة ، لعب البلايستيشن ،
وهذه الاهتمامات تختلف من شخص لآخر ، فالزوجة قد يكون لها اهتمامات خاصة بها تختلف عن اهتمامات الرجل ، غير أن الأمر المهم
والذي يجب الانتباه إليه جيدا هو أن تقوم كل من المرأة والرجل بمشاركة اهتماماتهم وهواياتهم مع بعضهم البعض ، فهذه الاهتمامات عندما تتم مع أقرب الأشخاص إليك وأحبهم إلى قلبك تغدو أكثر أهمية وأحب إلى النفس وأكثر متعة في ممارستها .
كما أنها كفيلة بتقريب كل منكما إلى الآخر ومعرفة كل طرف بالشريك الآخر بشكل أعمق وأوسع ،
ومن الناحية الأخرى فعندما تكون الاهتمامات مختلفة يتعرف كل من الطرفين على اهتمامات جديدة بالنسبة إليه ويمارسها لأول مرة فقد تروق له وتصبح من اهتماماته أيضا!!
ابحث عن الاهتمامات التي تروق شريك حياتك :
إن كنتِ لا تعرفين ما هي اهتمامات زوجك وما الذي يحب أن يفعله فراقبي حياته ولاحظي ما هو العمل الذي يقوم بالاستمتاع والفرح عندما يقوم بممارسته؟ ما هي الأمور التي تروق له ؟
ما هي الاهتمامات التي يسعد دائما في منحها وقته الثمين ولا يقلق بشأن ذلك .
كذلك على الرجل أن يبحث عن اهتمامات زوجته ويفتش عنها ويعرف ما الذي تحبه بشدة وتريد دائما القيام به ،
فهذا البحث والتفتيش والتمحيص غير أنه يفيدك في معرفة هواياتها واهتماماتها فإنه يساعدك أيضا على معرفتها جيدا والتقرب إليها عندما تراقب تفاصيل حياتها ومعرفتها عن قرب .
اعط الكثير من الوقت لهذه الاهتمامات :
بعد أن يعرف كل من الزوج والزوجة الاهتمامات والهوايات الخاصة بالآخر لا بد أن يقوم بمشاركته بهذه الاهتمامات ،
فهذه الأوقات التي تمضي معا فهي من ناحية تمضي في ممارسة أحب الأشياء بالنسبة إلى صاحب الاهتمام ؛ ومن ناحية أخرى تمضي مع أحب الأشخاص إلى قلبه وأقربهم له ،
ولذلك فإن هذه الأوقات كفيلة بتقريب أحدكما إلى الآخر وتزيد من التفاهم بينكما ومعرفة كل منكما بالآخر ، فهذه الأوقات بالذات لا بد من منحها المزيد من وقتكما في وسط انشغالاتكما وأعمالكما التي لا تنتهي ،
فمشاركة الاهتمامات والهوايات يجب أن تكون من أساسيات الحياة وليست من الكماليات فهي تخلق جوا من الانسجام والتفاهم والمتعة ومشاركة أحدكما للآخر يوحي بقيمته الكبيرة لديه ورغبته في مشاركته كافة أمور حياته.
غير أن تفكير الرجل مختلف في ذلك ، فهو يتصرف بطريقة عفوية كما يملي عليه عقله مباشرة ،
دون أن يأخذ في الحسبان وجهة نظرك الخاصة تجاه هذا التصرف الذي أغضبك ، فتقفين على كل تصرف وتغضبين منه وتظنين بأنه مقصود لأجل إغضابك ،
فتنقلب حياتكم الزوجية رأساً على عقب بسبب الوقوف على هذه التفاصيل وتكبيرها وتحجيمها وإعطائها أكبر من حجمها فتنبع المشاكل بينكما بلا توقف أو نهاية .
التغافل أسلوب أساسى لتحقيق الاستقرار والهدوء
وبناء على ذلك لا بد من اتباع أسلوب التغافل المقصود من الرجل والمرأة وخاصة من المرأة لأن عقلها مبني على البحث عن التفصيلات والتفكير بها بشكل مفصل ودقيق،
غير أن التغافل في الحياة الزوجية مطلوب بشكل كبير وذلك لكي تسير حياتكم وتكبر عائلتكم في جو من الاستقرار والهدوء النفسي بينكما ،
فإذا ما قام بالانتباه إلى تسريحة شعرك الجديدة أو فستانك الجديد الذي اقتنيته مؤخرا فلا داعي أن تظني بأنه يقصد بذلك جعلك تعيسة أو يثير غضبك ، ولكن لا بد أن تفقهي بأن تركيبة الرجل يختلف فيها عن المرأة من حيث نظرته الكلية للأشياء وليس للتفاصيل والأشياء الدقيقة ،
ففي مثل هذه الحالة يمكنك التغافل عن عدم انتباهه و أن تقومي أنتِ بجذب انتباهه إلى ما قمتي بشرائه مؤخرا بقولك ” ما رأيك عزيزي في فستاني الجديد؟؟ ” عندها سوف تجدين منه اهتماما وإبداء لرأيه مباشرة بهذا الفستان الجديد .
أنتِ من بيئة وهو من بيئة أخرى قد تكون متشابهة أو مختلفة :
قد لا يروقك تصرفات زوجك وعاداته في المنزل وقد لا يعجب الرجل تصرفات زوجته ،
وذلك يعود لسبب رئيسي هو أن كل منكما قد نشأ في عائلة مختلفة وبيئة مختلفة عن الآخر ، وعاش في أسلوب حياة محدد اعتاد فيه على أشياء معينة وقام بنبذ أشياء أخرى ، فلا تستغرب أن تقوم المرأة بفعل ما قمت بنبذه طيلة حياتك ،
ولا بد للمرأة ألا تستغرب عندما ترى زوجها يفعل ما كرهت فعله طيلة حياتها ، وهنا يكمن استخدام الأسلوب الذكي في الحياة وهو إتقان فن التغافل واحترام خصوصية الآخر وأسلوب حياته ،
وعدم جعل ذلك التصرف سببا لمشكلة كبيرة تقطع التفاهم بينكما وتزرع المشاكل والضغينة في قلبيكما .
فقد يكون أحد الزوجين مقدسا للوقت والمواعيد ، بينما الطرف الآخر لا يبالي بذلك ومواعيده دائما متفاوتة ،
فلا بد من التفاهم في ذلك والوصول لحل مشترك بعيدا عن المشاكل التي لا تنتهي إذا توقفنا عند كل تفصيل في الحياة الزوجية .
الاختلاف هو ما يكمل أحدكما بالآخر :
لا بد من التذكر في النهاية بأن الله قد خلقنا في اختلاف ، فلا أحدا يشبه الآخر ولكل منا بصمة خاصة تميزه ،
وهذا الاختلاف هو الذي يجعل للحياة معنى فيكمل كل طرف الآخر ، فلو كان الطرفان متشابهان في كل أمر وفي كل تصرف وفي كل عادة لغدت الحياة رتيبة روتينية ومملة ، فلا بد من وجود الاختلاف بين الزوجين مع إتقان فن التغافل عن كل ما يزعج أحد الطرفين بالآخر .