تُمثِّل الاضطرابات النفسية والعقلية، التي من بينها الاضطراب ثنائي القطب، أحد أشهر الاختلالات الصحية التي تُصيب بني البشر منذ قديم الأزل، وقد تصاعدت وتيرة الإصابة بمثل هذه الاضطرابات في العصر الحديث لزيادة الضغوط ومسببات القلق والتوتر في جميع نواحي الحياة، فتابعونا في هذا المقال.
تعريف الاضطراب ثنائي القطب
الاضطراب ثنائي القطب عبارة عن حالة عقلية مزمنة كانت تُعرف سابقًا باسم “الاكتئاب الهوسي” تبدأ من الخفيفة، ثم تشتد، وهي حالة اضطرابية مسؤولة عن إحداث تقلبات شديدة الحدة في المزاج تؤثر بشكل مباشر على قُدرة الفرد على التكيف مع المحيط المجتمعي، وعلى قُدرته على التعامل بآليات العصر المادية والمهنية، لذلك نجد أن أهم ما يظهر على المُصابين بها الهوس، والحزن، وسهولة فقدان الصلات الاجتماعية مع الآخرين، وهو ما يؤثر بالسلب على الوظائف الحيوية الطبيعية، مثل النوم، والنشاط، والسلوك، والتفكير.
أعراض الاضطراب ثنائي القطب
ينقسم الاكتئاب ثنائي القطب إلى عدد من الأنواع بعضها مُتشابه الأعراض، وبعضها مميز في أعراضه.
وبشكل عام تشتمل أعراض الاضطراب على:
- الهوس بنوعيه الخفيف والحاد.
- الاكتئاب.
- تغيرات واضطرابات في المزاج وفي السلوك.
- الضيق الشديد.
- صعوبة التكيُّف مع الحياة والبشر.
- الذهان؛ أي الانفصال عن الواقع.
- ايجاد المتعة في تعاطي المخدرات وإدمان الكحول، وهو ما يتبعه عديد من المشكلات الصحية الناتجة عن ذلك.
- وجود صعوبات في مُمارسة الأنشطة الاجتماعية وبناء علاقات مع الغير.
- أحيانًا تأخذ الأعراض منحى الشدة غير المبررة في التفاؤل غير الطبيعي، وفرط الحركة والنشاط والطاقة، والشعور الشديد بالثقة بالنفس، أو بالنشوة، قلة الحاجة إلى النوم، والرغبة الشديدة في الثرثرة مع تسارع الأفكار وتشتتها، والإسراف في الشراء، والمُمارسة الجنسية.
- كذلك من أشهر الأعراض خصوصًا مع درجات الاضطراب ثنائي القطب الشديدة الشعور الشديد بالحزن والفراغ واليأس والرغبة بالبكاء، وقد تظهر على الجلد أعراض الحساسية والتهيج، وأيضًا فقدان أو زيادة الوزن بإفراط.
- أخيرًا الرغبة في الانتحار والتَّخطيط له.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب
تتعدَّد العوامل المسؤولة عن الإصابة بهذا النوع من الخلل النفسي والعقلي، ولكن أبرزها:
- حدوث تغيرات عضوية بالدماغ.
- الوراثة.
مضاعفات الاضطراب
بكل الأشكال ترك المريض دون استشارة طبية نفسية جادَّة يُعرِّضه لعديد من المضاعفات السلبية، والتي تظهر في:
- المشكلات الناتجة عن الإدمان.
- إمكانية حدوث الانتحار.
- الدخول في مشكلات قانونية ومالية بفعل فقدان القُدرة على التكيف مع الواقع والناس.
- تدمر العلاقات الاجتماعية، مع صعوبة أداء المهام الاجتماعية والوظيفية والدِّراسية العادية البسيطة.
- الدخول في مُتلازمة من الاضطرابات الأخرى، والتي لا تقل خطورة عن الاضطراب ثنائي القطب، مثل اضطرابات القلق والأكل نقص الانتباه وفرط النشاط.
التشخيص والعلاج
في واقع الأمر لا يُمكن القول بوجود وسائل للوقاية من الاضطراب ثنائي القطب نظرًا لاعتماد أسبابه على تغيرات مفاجئة تطرأ على عمل الدماغ، وكذلك على العوامل الوراثية من أقارب الدرجة الأولى، ولكن يُعَدُّ التنفيس عن الغضب والابتعاد عن مسببات القلق والتوتر حافزًا على الحماية من المرض، ولكن ما إن وقعت الإصابة من المهم الشروع في الاستشارة الطبية فورًا دون تأجيل، وهنا يتأخذ التشخيص آليات معروفة منها:
- الفحص السريري.
- التقييم النفسي.
- التقييم العقلي.
- تخطيط المزاج.
أما من حيث العلاج فقد وصفنا الاضطراب على أنه مُزمن، لذلك تطول فترة علاجه وتشتمل البروتوكولات النافعة معه على الأدوية المنوط بها موازنة الحالة المزاجية مضادات الذهان والاكتئاب، وأيضًا جلسات نفسية يقوم بها أخصائيون نفسيون قادرون على تخطيط برنامج سلوكي متوازن قادر على إخراج المريض من عزلته المزاجية.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاج السلوكي الخاص بالاضطراب ثنائي القطب يتطلَّب مشاركة فعَّالة من أقارب المريض، خاصةً مع المرضى من المُراهقين والأطفال.