كثرت المحاولات لإقناعي بالعودة..
دون جدوى ..
كانت تلاحقني الصورة السيئة لمراحل حياتي معه ..
وكان انفصالي عنه محتم ..
ونهاري معه كليلي … معتم ..
فقدنا لغة الحوار ..
انحرفنا عن طريقنا إلى غير مسار ..
تضاربت ما بيننا الأفكار.
فهل كان من الإنصاف الرجوع؟!
وهل كان قدرا .. هو الخضوع؟
لم أرسم خارطة حياتي يوما!!
لم أنسق محتوياتي ..
لم أحدد معطياتي.
كنت ثائرة…
حائرة ..
أبدًا .. لم تجد صدى متطلباتي.
وقد كان لعودتي عدة فروع.
أولادي أهم ما في الوجود ..
هم من دفعني للرجوع.
كلام الناس والمحافظة على الصورة الجميلة في عيونهم.
الواجهة الاجتماعية التي نتوارى خلفها كان هو الموضوع .
ورجعت…
****
كان طريق العودة شجيا له عبرات ..
كانت تتراجع قدمي خطوات ..
لم أُرد المضي قُدمًا ..
كان يعتصر قلبي ألما ..
لم تتهيأ نفسي أبدًا.
أبت أن تتحمل مجددا.
ورجعت….
فماذا أتذكر؟
جملة من الضربات.. ؟!
أصواتًا مزعجةً وذكريات .. ؟!
اتهامات عريضة ومسبات .. ؟!
بكاء ليل طويل مليء بآهات ودمعات ..؟!
كنت آليت على نفسي الرحيل …
وكان هذا الشيء بالنسبة لي شبه مستحيل …
كانت الأمور دائما تتصاعد.
ونحن مره بعد أخرى نتباعد …
شعرت أن صبري بات قليلًا ..
لم تسعفني رجاحة عقلي أن أستمر فرحلت…
توالت الأحداث …
وبإقناع ملحٍ وشديدٍ ومن جميع الأطراف…. !!
رجعت…
******
في كل مره أرجع أقول : هي الأخيرة … ولكن، رجعت ..
هي قصة حياة شريحة كبيرة من النساء المضطهدة التي تعاني صراعًا داخليًا بين حياة أسرية محطمة وبين التضحية من أجل استمرار حياه الأبناء.
صراع دائم مع الشريك.
وخيبات أمل.
أسرة مهشمة لا تجد للراحة طريقًا.
هنالك جروح وحواجز فيكون الانفصال النفسي سيد المواقف.
تختفي العواطف ويعيشان حياة مصطنعة.
هي بالأحرى تبادل منفعة.
هي قصه حياة انعدم فيها حس التفاهم ..
مشاكل مستمرة والوضع يبدو مزريا ويتفاقم ..
لم يجدوا سبيلا للتراحم ..
لم يبحثوا عن طريق للتناغم ..
ومن هو المسؤول من هو صاحب القضية…؟
الرجل الذي يرى نفسه غير مقصر ؟
أو أنه السيد الذي لا يرد له أمر .. ؟
الرجل الذي يوجه اصبع الاتهام وينذر ..؟
أو هي المرأة التي لا تجد كلمة طيبة .. ؟
لا تجد صدرًا حنونًا تشكو إليه تعاستها .. !
لا تجد أذنًا صاغية.
لا تجد معاملة جيدة.
تشعر أن حياتها فانية.
لا شيء غير العناد والتجبر.
وهذا ما يقهر.
فتنصدم بالواقع المرير.
وتعتمد أسلوب العناد ….
الذي يجلب عليها العذاب …
وتصبح حياتها تعيسة وكئيبة.
ويستمر الحال على ما هو عليه …
إلى إشعار آخر …
وربما لنهاية العالم ..
تكبر الفجوة بينهما.
ويعيش كل واحد منهما منفردًا عن الآخر.
لم يحاولا التغيير..
لم يسعيا للتحرير..
تحرير أنفسهم من الغفلة التي يعيشونها ..
ترميم أنفسهم بعد المعاناة ..
توحيد أفكارهما الملغاة ..
وتنسحب الأيام منهما وهما لا يشعران ..
تتواصل حياة البؤس والأحزان ..
والكآبة تغطي المكان.
ثم يرفع الستار ..
يدخل الجميع في حالة إنذار.
وتتفشى هذه الحالة وتصبح مرضًا معديًا يستقطبه الأبناء.
تسري في عروقهم ..
تسلبهم فرحتهم ..
تدربهم كيف يكونون نسخة مماثلة.
نفس المشاعر السلبية.
ونفس التصرفات المكتسبة.
فيبحثون عن كل أمر جيد.
أو غير جيد … خارج نطاق الأسرة المتهالكة والآيلة للسقوط.
فمن كان محظوظًا منهم وحاول أن يغير حياته وصل ..
ومن انجرف في متاهات الحياة ودروبها المريبة تعثر …. واندثر ..
هذا ما حصل. أسرة مفككة. لا ينفع معها صبرٌ ولا حنكة … فلا مفر ..
إلا ما رحم ربي.
فهل كان الرجوع يجدي …؟
أو ربما الانفصال نهائيا أفضل..؟
في كل الأحوال فرصة ثانية كانت سببًا لأن يكملا طريقهما.
الطريق الذي لم يتقاطع يوما ما.
هو مشوار طويل ينتهي أو لا ينتهي.
يصل إلى النهاية أو إلى مفترق طرق أو لا يصل أبدا.
كلها عراقيل ومطبات في الحياة الأسرية.
كل حسب مشاكله ودوافعه.
هو اختبار لنا إما أن ننثني عن عزمنا أو نصل لمرحله الانتصار.
فماذا لو كانت الأمور أبسط من ذلك.؟
ماذا لو غيروا حياتهم .. ؟
ماذا لو نظروا لها من منظور آخر؟
وتركوا كل أسباب الانفصال النفسي وراء ظهورهم وتجاوزوا مرحله الشقاق ..
ماذا لو كانوا أفضل الرفاق؟
هي أمور تحدث … وتتواصل لها أسباب نستطيع أن نقتلعها من جذورها ..
نضع لها أساسًا قويًا ..
ودعامة صلبة ولكن بالتعاون ..
بالمشاركة الحقيقية بين الطرفين..
بعيدًا عن الشد والجذب.
بعيدًا عن الأصوات العالية…
فكم هو رائع أن تكون بين الزوجين مشاعر سامية.
انسجام واحترام واهتمام ولو كان قليل.
وما هو الدليل؟
هنالك أسر تعيش في أمان الله تنسجم فكريًا ونفسيًا.
فكل شيء سوف يمر إن كان جيدًا أو غير جيد سيعبر.
فالحياة قصيرة على هذه النزاعات.
وأنا لا ألوم الرجل فقط ..
فربما تكون الزوجة ركزت على أولادها وأهملته.
ركزت على حياتها وتركته ..
أو تكون معاملتها له جافة بحيث لا تترك له سبيلا للمضي قدما في تحسين العلاقة ..
وهنا نعتب على المرأة فهي تستطيع أن تقلب الأمور لصالحها باحترامها لزوجها ومساندته.
فالرجل يحتاج لكلمة طيبة أيضا.
هو طفل صغير يريد الاهتمام والمعاملة الجيدة.
فماذا لو قال لها : ماذا تريدين أن تكوني.
وهي تقول : أريد أن أكون فرحة انتظارٍ وبسمة أمل على محياك.
أريد أن تكون لي القلب الحنون الذي أرمي عليه كهل أيامي ..
لا أبالي ..
بقساوة آلامي ..
نحن روحين بروح واحدة.
ويبادلها هو الآخر. إن كان يستحق ذلك…
أعلم أن بعض هذه الأمور تكون نظرية اكثر مما هي عملية.
المهم أن الإنسان يتعايش مع محيطه بكل تغيراته.
وبعض الرجال إن لم تجدوا الزوجة موجودة نفسيا وعاطفيا في طريقهم ، اختلوا إلى أنفسهم باحثين عنها في الخارج … أو في وسائل التواصل .. ليشبع ذاته وعواطفه وحتما سيجد من تسكن روحه الخالية وتستوطن قلبه المهجور ..
وعندما تعود يكون قد فات الأوان … لا تنفع المحاولات … ولا جميل الكلمات.
***********
نأتي هنا إلى طرح الأسباب والحلول البسيطة التي بحثت عنها واختصرها مثل:
1- الأنانية.
2- والاستغلال ..
3- عدم الاحترام .
4- والتعالي والغرور..
5- غياب الحوار بين الطرفين ..
6- الروتين ورفض التغيير وهذا بدوره يؤدي الى الملل..
7- عدم مشاركة أي منهما الاخر ..
8- التهميش وخدش المشاعر.
الحلول :
1- القدرة على التكيف والتعايش مع الوضع الراهن..
2- محاوله التغيير وكسر الروتين..
3- حسن الاستماع من كلا الطرفين..
4- الاحترام لأنه يولد الألفة والمحبة..
5- الاهتمام والكلمات البسيطة الجميلة.
6- وأخيرا استشهد بحديثه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. ( ألا أخبركم بنسائكم في الجنة. الودود. الولود. التي إن أغضبت من زوجها أو غضب منها زوجها دخلت عليه فصافحته وقالت له لا أذوق غمضا حتى ترضى.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم