رفقاً بالقوارير …
خلق الله المرأة وجعلها رحمة وامتازها وحباها بالجنة تحت قدميها. فهي ابنة جميلة وزوجة محبة وصالحة وهي أخت تسند أخاها وتلم طرفه.
هي أم تزرع حباً. توقد فكرًا. هي طاعة. وأشياء ثمينة يفتقدها من لا يعترف بقيمتها . .
ويأتي رجل ينتهكها ، يسلبها حريتها. سلامها . أمانها. يكون هو سجانها بتعسفه وجبروته المنقطع النظير. .
فيا أيها الرجل !! رفقا بالقوارير ..
يتوعدها ؟! . يعد عليها أنفاسها. ؟!
– لا تعملي !! المرأة مكانها في البيت.
– لا تخرجي !! ظلك عورة.
تريد الخروج . ومنذ أيام . : انتظري للغد . اليوم راحتي.
كلها أفعالُ أمرٍ لا يعرفون من المضارع شيئاً . !!
يتحدثون في الماضي. أنت قلتِ. أنت فعلتِ .
وإن بقي وقت من التفاوض كسر ما بين موافق ورافض . !!
لِمَ تستهين بها ؟!
أليست هي القلب النابض؟!
يضع الحواجز في طريقها !!
لا يعرف . لا يعرف شيئًا عن الاحتواء.
فعذراً . عزيزي الرجل إنها حواء.
تجهلون فن التعامل.
فقليلٌ من الاهتمام يكفي .
قليلٌ من التسامح ينهي . كل المشاكل . وللعثرات يلغي . .
فرفقا بالقوارير.
قالها خيرُ الأنام محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. فكان القدوة لمن اقتدى. وكان النبراس لمن اهتدى. والذى يستدل به من فَقَدَ الرؤى.
جعل الله الفتيات باب من أبواب الجنة. هي رحمة لأمها وأبيها.
فالولد ينسحب من حضن أمه خطوة تلو خطوة. أما الصغيرة الجميلة ما إن تكبر وتذهب لزوجها حتى يحملها الحنين إلى عشها .. يدفعها الشوق إلى موطنها.
تقول أبي قرة عيني. أمي تحمل همي. هو بيتي ومرتع صباي وأحلامي ومبتغاي.
تقول أنا ذاهبة أرى أمي وأبي … أختي وأخي ، تراه قبلتها الثانية كعبتها فرحة عيد.
كل هذا .. ويأتي رجل ينتقص من كرامتها ويستبيح حرماتها … يتجاوز على أسوارها. يَسُبُّ. ويضربً. ويهينُ.
وهي بصمتٍ …. تلين.
ضعف وانكسار. .
فيا أيها الرجل !! رفقا بالقوارير ..
فالمرأة هي الحياة الماضية والآتية.
هي لحنٌ .. ومعنىً جميلٌ في قصيدة.
وتناسق ألوانٍ بلوحة فريدة.
هي بسمة فرحٍ في عين أمٍ والدة…
ولحظات أشواقٍ مفتقدة.
وللحديث شجوووون.
******
تظل هي الصابرة.
كم أمٍ بكت فَقْدَ ابنِها …
وكم أمٍ زرعت ….
وكانت تنتظر حصاد عمرها.
وما زالت تنتظر.
ولكن بماء وردٍ تسكبُه على تراب فلذة كبدها الشهيد.
إنها الحروب.
هي دروب كثيرة.
هي قلوب محطمة.
فماذا جنيت يا أمُّ غير الأحزان المريرة؟!
لا أعلم ماذا أقول!!
غير أنها بالفعل هو جرح ينزف ما زال ندياً.
يصعب النسيان … يتلاشى في نظرها الزمان … وتصبح مقيدة بهمومها …..شبه إنسان.
فيا أيها المجتمع : رفقا بالقوارير. . .
ما أعظم النساء…. هن درسٌ للفداء!!
سيدتي نور عيني .. ألتمس العذر منكِ.
الانسان يعتنق دينا واحدًا وأجد البنت تعتنق حب أبويها ..
وإن فقدت أحدهما تظل ذكراه راسخة في كيانها. .
كان أبي رحمة غامرة. كان سندًا ووقفة شجاعة.
كان يحمل عطفًا ووداعة.
كان هو الماء والهواء.
تنفسته بعمق …
أحبته بصدق….
وهو الآن تحت الثرى….
هو نهر جرى خالدًا. بأبناءٍ وأحفاد …
هو ذكرى عطر’. .
فيا أيها الرجل !! رفقا بالقوارير ..
*******
ويطووول الحديث … وكما بدأتُ … انتهي.
فيا أيها الرجل : لِمَ كل هذا التزمُّت. لِمَ الإصرار على جرح المشاعر؟!
ألا توجد هنالك هدنة…
حلٌّ وسطٌ…
تراجُعٌ في الأمور مثلا…
فهنالك أطفال وبراعم تنبت…
فيا أيها الرجل !! رفقا بالقوارير ..
فالروح دوما معذبة …. والنفس تبقى مهذبة.
لا يهمكم شيء ؟!
تريدونها : كن فيكون؟
إخواني أخواتي : النفسية مظلمة. وتحتاج إلى كمية من الإضاءة.
تحتاج إلى أمل. حُطِّمت مصابيحُها .. وتحتاج إلى صيانة وعمل.
فالروح بلا وطن تهفو إليه كإنسان … مجهول الهوية … لا يحمل أيَّ مسمىً … لا يحمل جواز سفرٍ ولا ورقة رسمي’..
مشردة أنتِ يا نفسُ .. وقد بيعت القضية. وينتهي الصراع ويصدر الحكم فتكون المرأة هي الجاني والمجني عليه!!
هي السبب.. يا للعجب..!!
فيا أيتها الحياة رفقا بالقوارير. .
أراها تقف متخاذلة محاكمة بكل أخطاء الدنيا.
تُشنقُ في ميادين الثورة والتظاهر.
تُحاكم في محاكم غير شرعية.
تتحمل كلَّ شيء وتظل حياتها على المحك.
إما أن تأخذ ضربة قاضية أو تأتي لها مرحمة من قاضي يخاف الله فيها ويحكم لها بأبنائها وحقوقها. وتًطوى هذه الصفحة من حياتها إلى الأبد. تعيش أيامها خاوية مجردة. راضية أو غير راضية.. هي أيامٌ.. عددٌ من أجل استمرار حياة أبنائها من بنت أو ولد..
فيا أيها الرجال – أرجوكم – رفقا بالقوارير. ..
تمت بحمد الله