قيل: إعرف نفسك! … ما أيسر القول وما أعسر التطبيق!
من منّا لا يودّ أن يتمتّع خلال حياته بالصحة الجسدية والنفسيّة والإجتماعيّة!
إلّا أن هذا ليس هبة تحلّ علينا دون السعي لتحقيقها..وهذا ما يدخل في عداد توجهّاتنا من حيث نمط الحياة وتطوّر الشخصية.
وهذا هو مطلب التقدّم الإجتماعي والتطوّر الشخصي الذي ينبغي علينا أن نشجعّه ولا يمكن فيه الإستغناء عن إسهام المشاعر في حياتنا النفسية والإجتماعية.
إن مشاعرنا هي عالم آخر.. إنه عالم في داخلنا..
وإن دقّقنا في المعنى الحقيقي لتتّضح لنا أنّ القبول للمشاعر لا يعني الخضوع والإستسلام وإنّما هي عالم حصيفٌ يجعلنا نعيش الواقع مهما كان،
فربّما كان على هذا النحو تحديداً لأننا نريد تغييره، إذاً المشاعر هي قبولٌ يقودنا للمعرفة بالواقع ولهذا السبب تحديداً نعتمد على تجاربنا ونسخدم حصائل مشاعرنا التي تتحوّل لنقطة إنطلاق جديدة.
أنت إنسان تستطيع أن تكون فعّالاً ومؤثراً وفقاً لمواهبك.. وقدراتك..
أنت إنسان قادر على الشعر بأنّك على ما يرام في هذا العالم.. وعلى الإقبال على الحياة والابتهاج بها..
أنت إنسان قادر على التمتّع بالفرص والإمكانيّات التي تقدّمها لك الحياة..
أكثيرٌ هذا أم قليل؟
في كلّ الأحوال.. تتحقق بجمال مشاعرك..تكسبك قوّة ومحبّة.. ” قلبك المليء بالمشاعر”
صحيح أنّنا نحاول أن نعيش بعمقِ المشاعر التي يثيرها فينا العالم الخارجي والأحداث المحيطة بنا..
لكنّنا لا ندع العالم الخارجي يرى شيئا من ذلك أو بالأحرى ندعه يرى ما نريد التعبير عنه عمداً، ما نريد أن نبلّغ بواسطته رسالة ما..
ما نريد أن نصل من خلاله إلى تأثير أو مفعولٍ ما.. التعبير عن مشاعرنا ينبغي أن يتحوّل إلى أداة تواصل واعية.
إنّ حياتنا بمجملها سلسلة من الأيّام المتعاقبة، إذا كان يومنا العادي سعيداً فإنّ كلّ حياتنا تغدو في النهاية سعيدة.. إنّ أحد أهم أسرار الحياة الزاخرة والحافلة يتمثل في عدم التقصير. ما معنى هذا؟
بمعنى أنّه علينا أن نعيش كلّ يوم، كلّ موقف، كلّ ظرف، كلّ عمر.. دون أن نترك شيئا..
وبعبارة أبسط: إذا عاش الطفل كل ما ينتمي إلى عالم الطفولة في سنّ ماقبل المدرسة فإنّه لن يطمح في روضة الأطفال عندما يغدو تلميذاً في المدرسة،
وكشخصٍ في الأربعينات من عمره لن يرغب في العودة إلى سنّ العشرينات..إنها الحياة الواعية المعاشة بالتمام، كثيراً ما نطمئن أنفسنا أن حياتنا لحظات عابرة.. حياتنا كلّها مراحل إنتقالية وأنه دائما ما يحصل شيء ما يمكننا اتخاذه مبرّراً،
علينا أن نعي تماماً أنّه لا وجود لمراحل إنتقالية، وأنّ كل يوم من أيامنا هو الجزء الأكثر حقيقة من حياتنا: إنه حياتنا.
أ. ليــلى شيبـاني