الوعي بالذات ونضج الشخصية :
دكتورة ليلى شيبانى
كيف تزيد وعيك بذاتك ؟
يعيش الفرد اليوم مواقف حياتية تجعله يكتسب خبرات حياتية مختلفة ومتعددة، مما تسمح له بالرؤية الممتدة لنفسه.
وفي حال زيادة وعي الفرد بما لديه من قدرات وخبرات سيزداد وعياً بنفسه.
أهمية زيادة الوعي بالذات
إذ نجده يسعى لتغيير العادات السلبية التي يتطلب تغيير عادات التفكير السلبي إلى عادات تفكير إيجابي واقعي.
وهذا مانجده في علم النفس ما يسمى بالعلاج المعرفي الذي طوره بيك (Beck,1995) ويعتبر سليغمان أحد رواده بتدريب الأفراد كيفيات التخلص من الأعراض المرضية والحالات المزاجية.
كيف يحدث الوعي الذاتى ؟
لكن ربما يتساءل غير المتخصصين كيف يحدث ذلك؟
إن تحويل الأفكار السلبية المضرة بالصحة يتطلب تحديد تلك الأفكار المشوشة وإستعراضها بطريقة أكثر واقعية وبعدها تحقيق الموازنة بين المعطيات السلبية والإيجابية.
وصولا إلى تنظيم الأفكار وتعديلها وصولا إلى تغيير في الحالة الإنفعالية، وهذا مايجعل الأفراد يكتسبون طريقة جديدة لتنظيم أفكارهم وتعديل عاداتهم. خاصة فيما يخص التفكير.
وفي الحقيقة أن هذه الإستراتيجيات المعرفية – المتعلقة بالوعى بالذات – ضرورية جدا لتجاوز العقبات والأزمات خاصة فيما يتعلق بالجوانب النفسية العلائقية.
التي تجعل الفرد يتقبل الاختلافات وتجاوز الأفكار المغلوطة الشائعة في المواقف الحياتية.
عندما نتحدث عن الوعي الذاتي يمكننا التأكيد على أنه أول خطوات التفكير الواقعي الإيجابي لأنه يفتح الرؤى الواقعية حول المواقف بطريقة موضوعية.
إلا أنه لا يتحقق إلا بما يصل إليه الدماغ من التطور والتقدم الذي يسمح له بإستيعاب المواقف الحياتية.
لماذا اهتم علماء النفس بالوعي بالذات ؟
ولذلك أولاه علماء النفس بإعتباره أولى خطوات إدراك الوجود الإنساني وهذا يعني أن الوعي هو الوجه الذاتي للعمليات الإدراكية التي تستوعب ما يصل إلى الذهن من مثيرات مختلفة.
إذ تسمح بإدراك خصائص الوقائع وتنظيمها وتصنيفها وإعطائها الدلالة الواقعية والسليمة التي تتنج إستجابة مناسبة وسليمة.
من المعروف في طرق العلاج النفسي أن بعض الاضطرابات النفسية تنجم عن كبت الصراعات.
مما يتسبب في تعطيل عملية الذهن الواعي إذ يقوم الوعي بوظيفة مهمة جدا في التكيف النشط لما يحيط بالفرد بطريقة متلائمة مع معطيات الحياة الخاصة بالفرد.
هذا يعني أن الفرد يبقى في حالة منبهة للموقف وهذا ما يسمح بتعطيل التفكير السلبي.
وتفعيل ما يسمى باليقظة الذهنية التي تستقصي الفرص والامكانات المتعلقة بالموقف الذي يتعرض له.
ويقوم بتفحصها وصولا إلى التفكير المرن المنفتح والأنسب لتحقيق حالة ذهنية جديدة سوية وحالة واعية وواقعية صحية.