كانت ما تزال صغيرة لا تعلم طريقها في الحياة…..
تعيش حياة بسيطة مفعمة بالبراءة واللامبالاة ….
كانت أمها تمشط شعرها ..
تجدل ضفائرها…
ترتب أمورها…
لم تأبه أبدًا للمستجدات..
كانت تلعب في فناء الدار …
لم تعلم ما سوف يحدث لها وكيف اكتنفتها الأقدار…
*** زواج القاصرات ***
تحضن لعبتها ….
ترسم لوحتها ….
لم تعلم أبدًا ما صار…
*** زواج القصر ***
حافيةَ القدمين تتسارع خطواتها ……
يشجي مسامعها صوت بائع الحلوى …..
عيناها تبحث عنه بإصرار……
كنت كذلك…
*** زواج البنات الصغيرة ***
لماذا أرهقتموني بهكذا سيرة….!!
فأنا ما زلت صغيرة…!!
حطمتم بداخلي أشياء كثيرة…..؟!
طفولتي التي فقدتها…
وحداثة أيامي التي تركتها خلفي…
كَبِرتُ قبل أواني…..
قبل أقراني…
وقد تكاثرت أحزاني….
*** زواج الصغيرات ***
توقف الزمن لديها….
فارقت أحبابها …
هي ضحية مجتمع وأعراف بدائية….
طفلة تحمل طفلة …
وردة تذبل ووردة أخرى تخضر ….
من عودها الذي يبس ….
*** زواج الصغيرة ***
عندما خرجت… خرجت جسدا بلا روح.
ما زالت روحي هناااااك تلعب أمام البيت.
فرحة كما عهدتها…
نضرة كما عرفتها…..
تركتها أمانة هناك أمام بيت أمي إلى أن أعود…..
حدثَتها وقلت لها : لا تذهبي فلا مكان لك معي …
قالت : إلى متى.. سأظل حزينه لفراقك… ؟
بكيتها…..
حزَّ في نفسي فراقُها …..
وتركتها وابتعدت….
*** زواج البنت الصغيرة ***
انتشر ظلام الأيام بيننا واختفت …
كانت نهايتي هكذا …….
زوجه صغيرة…
تعيش أيامها أسيرة ….
لا تحسن التصرف…
تتعثر قدميها الصغيرتين بفرش البيت…
تتهامس عليها الأصوات…
وتنعتها الأفواه بمسميات….
لم أفهم أبدًا ….
كنت استكشف المكان ..
كنت مفتقدة للأمان…
أردت أمي وبكل كياني…
أردت أن أخبرها بما جرى لي….
هم السبب….
*** الزواج المبكر ***
لم تحتويني الحياة….
حملت ما تبقى من نفسي وذهبت……
كانت هنالك رعدة داخلي لا أعلم إن كنت ساعتها أشعر بالبرد…
لم أجد أمي لتثقل ما ألبس…
ركبتاي ترتعشان …
قدماي متوجهتان إلى المجهول.
هو خوفٌ من الأيام القادمة …
خوفٌ من الوجوه القاتمة…. التي تحدق بي…
كانوا يحتفلون… برميي إلى القاع…
عروس النيل….
ضحيه كل يوم …
*** زواج الأطفال ***
وهنا أقول:
زواج القاصرات :
هو المرض الذي يتفشى في لمجتمعات….. يقتلون البراءة وحلم الطفولة وأيام جميلة قادمة. ألسنا المؤنسات الغاليات..
هي تجربة فتيات صغيرات بعمر الزهور…
بعمر ابنتي … صغيرتي.
فهل اجرؤ على رميها في هكذا متاهات……
ولكم الحكم.